إنه لما ذكر
سبحانه في آخر سابقتها هلاك المشركين وإنزالهم منازل العذاب ـ لزم المؤمنين حمده
تعالى وشكره كما جاء في قوله : «فَقُطِعَ
دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
فطر الشيء :
أوجده على غير مثال سابق ، رسلا : أي وسائط بينه وبين أنبيائه يبلغون عنه رسالاته
، مثنى وثلاث ورباع : أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة.
الإيضاح
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي له سبحانه الشكر ، فقد أبدع خلق السموات والأرض وما
بينهما على غير مثال سابق وأحكم تدبيرهما على أتم نظام ، كما قيل : ليس في الإمكان
أبدع مما كان.
(جاعِلِ الْمَلائِكَةِ
رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) أي جاعل الملائكة وسائط بينه وبين أنبيائه يبلغون إليهم
رسالاته ـ ذوى أجنحة إما اثنين اثنين ، وإما ثلاثة ثلاثة ، وإما أربعة أربعة.